الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018


المحور الرابع: معالم التفكير الفلسفي و نمط اشتغاله
أتعرف معنى السؤال الفلسفي
السؤال الفلسفي عموما يفترض مسبقا شكا في الجواب باعتباره معرفة، وهو لا يمكن أن يطرح إلا على الشخص الذي يمتلك المعرفة.فإبراز خصوصية السؤال لا يعني أن هذا الأخير مرادف للاستفهام أو الاستفسار أو الاستخبار و الاستنطاق السؤال "هو تلك الحَرَكَة التي يغَيِّر فيها الوجود مَجْراه فيظهر كإمكانية مرهونة بدورة الزمان." كما يقول موريس بلا نشو. إنه إِنْشَاءٌ وابْتِكَارٌ وإِبْدَاعٌ وتَشْكِيلٌ لاَ يَرْتَبِطُ بِمَا سِوَاهُ، ولا يَفْتَرِضُ وُجُودَ ما يسْأَلُ عنه." .
إن إبداع وابتكار السؤال الفلسفي يفترض نوعا من الشجاعة و ينطوي على مخاطر ومغامرة قد تؤدّي إلى السجن أو الموت والدليل على ذلك سقراط نفسه الذي حكم عليه بالإعدام بتجرع السم ، و التهمة هي إفساد عقول الشباب .إبراز أن صِنَاعَة وابتكار السؤال الفلسفي، ليس تأَمُّلاً وليس تَجْرِيداً، بل هو انخراط عَمَلِيٌّ في الحياة عبر التاريخ البشري، ومساهمة جذْرِيَّة في صُنْع الحضارة الإنسانية. إننا نعيش في عصْرٍ أَرْسَى دعائمه ديكارت من خلال السؤال الفلسفي عن الذَّات باعتبار هذه الأخيرة ضَامِنَةً للحقيقة ومقياسا للتجربة. فمن سقراط إلى ديكارت وكنط،و نيتشه وهيدغر.. شَكَّلت صياغات السؤال الفلسفي، صياغات لحياة الإنسان ذاتها، كما شَكّل غياب الفلسفة انتصارا للهمجية والوحشية والحروب ومختلف أشكال الحقارة والوضاعة والانحطاط التي يعرفه الإنسان اليوم.فبيان أن تَفَكُّك الذات مع ظهور فلسفات اللاشعور (نيتشه-فرويد-ماركس)، فَتَحَ آفاقاً جديدة لطرح السؤال الفلسفي حول الموجود من حيث هو وجود  مع الفيلسوف الألماني هيدجر، و من ثمة تتم مساءلة الفلسفة باعتبارها تاريخ نسيان وإهمال الوجود الذي يعني في تاريخ الفلسفة: الحضور خارج الزمان. هيدغر يطرح السؤال الفلسفي بخصوص الوجود والزمان باعتبارهما هذا اللاّمُفَكَّر فيه في تاريخ  الميتافيزيقا، ذلك أنها تطرح السؤال عما هو موجود في الموجود.لقد شَكَّل نقد وتفكيك الميتافزيقا أكبر مهام الفلسفة المعاصرة، إذ يُصبح السؤال الفلسفي الجذري يؤسس لهذا اللاّمُفَكَّر فيه.
الخلاصة أن السؤال الفلسفي الجوهري الذي يُطرح الآن في فترتنا المعاصرة هو سؤال ما بعد الحداثة، إنه سؤال الأسئلة. كيف ننخرط في عصرنا، عصر العلم والتقنية، ذلك أنه لا يجوز أن نعيش في عصر بِقِيم وأفكار ومعاني 
عصر آخر
. لقد ولَّدت صدمة الحداثة عندنا تمزقات وخلقت تشوهات ذهنية ومعرفية و سلوكية ومؤسسية كبيرة، وترتب عنها حالة انفصام وجداني ومعرفي ووجودي  معَمَّم. الفلسفة ليست مجرّد مذاهب أو أفكار قد نقبلها أو نرفضها، بل إنها نمط الحياة والوجود، ذلك أنها تتجَذَّر في كل شيء في العمران و التنظيم  الاجتماعي وا لسياسي و الاقتصادي، في أنماط السلوك والقِيم  و العادات والعلاقات العائلية، في الأدب والفن، وفي المُتَخَيَّل، بل حتى في القدسي.. الفلسفة هي قدرنا المحتوم، وهو ليس خَيْرًا في ذاته كما لا يعتبر شَرًّا في ذاته ، يقول عبد الله العروي: إن إنكار الثقافة الغربية لا يُشَكِّل 
 في حَدِّ ذاته ثقافة، والرَّقْصُ المَسْعُور حول الذّات المفقودة لن يجعلها تنبعث كالعنقاء من رمادها

مصطلحات فلسفية

 
الممكن : هو ما يقبل الاحتمال و غير خاضع لحتمية ما أو لضرورة معينة تفرض وجوده . و يسمح بالانفتاح و توسيع آفاق الخيال و التفكير و الإبداع
الدوغمائية : ز تعني الوثوقية و المقصود بها التشبت بحقائق و مبادئ يعتقد انها صحيحة و ثابتة
التأمل : و هو تفكير حر و مركز لا يخضع لأي ضابط غير الضوابط العقلية
العرض : هو شرح قضية عامة ( فكرة النص او اطروحته )تتصدر القول و تطرح كقضية تقريرية ثم الانتقال من هذه القضية العامة إلى عناصرها الجزئية التي تؤدي وظيفة الشرح و التوسيع و التوضيح
القسمة : هي تفكيك المفهوم إلى انواعه الجزئية و تحديد لمجالاته المختلفة ز و تقوم القسمة بغرض توضيح المفهوم و شرحه