الاثنين، 24 ديسمبر 2018


المحور الثالث من درس اللغة: اللغة والسلطة
السلطة: هو كل إكراه يمارس على الفرد ضدا على إرادته ووعيه، سواء كان إكراها بيولوجيا {الغريزة} أو سيكولوجيا {اللاشعور} أو سيسيولوجيا {اللغة،القوانين...}.
0 -اللـــغة والســــلطة: تأطير إشكالي: كيف ترتبط اللغة بالسلطة؟ هل اإلنسان حر في الكالم كما يشاء دون أن يتقيد بأي قاعدة أو تقليد؟ أليس للكلمات سلطة على الذات المتكلمة؟ أال يمارس المجتمع سلطته على الفرد من خالل اللغة؟ هل لكلمة الطيبوبة معنى في غياب القوة ؟
-تحليل نص جورج غيسدورف
إشكالية النص : كيف تبدو العلاقات الإنسانية في ارتباطها بسلطة الكلمات وبالأنظمة التراتبية الاجتماعية؟ كيف يؤدي الإخلال بسنن اللغة إلى تهديد النظام الاجتماعي؟ إلى أي حد تعمل اللغة على إخراجنا من قوقعة الذات نحو عالم الآخرين؟ بأي معنى نفهم أن اللغة هي السبب الرئيس في شقاء الوعي الإنساني؟ وكيف يعد هذا الشقاء ضروريا؟
أطروحة النص :
أفكار النص : * عالم العلاقات الاجتماعية عالم تسوده سلطة الكلمات التي نتواصل بها وفقا لما يفرضه المجتمع . * كل فرد ملزم باحترام سنن اللغة التي يفرضها عليه النظام الاجتماعي، وكل إخلال به يهدد توازن هذا النظام، وتوازن الذات . * وعي الشخص وإستقلاله لا يتحققان في غياب التنظيم الذي تدخله اللغة وإستعماالتها الصحيحة والتي بها ينفتح على العالم وعلى الآخرين من أمثاله .
أساليب النص ووظائفها : اأسلوب الـــــجمل الـــــــوظيفة
العرض .. عرض العلاقة القائمة بين المجتمع واللغة كنظام إجتماعي . التمثيل .... إثبات أن المجتمع يفرض سلطته على أفراده من خالل سنن لغوي عليهم إستعماله على نحو صحيح .. "إن إدخال النظام على الكلمات، هو في نفس الوقت إدخال النظام على أفكارنا، وتنظيم العالقات بين الناس "
... الاستنتاج
مــــــناقشة: :)نيتشه ( أطـــــروحة النص
للكلمات معنى يحدده القوي بسلطته التي يفرضها على الضعفاء وعلى األشياء، فتسمية األشياء سلطة يتصارع حولها األقوياء والضعفاء . أفـــــــكار النص : * )أنظر نص نيتشه: ما الذي يجعل القوي يحكم على أفعاله بأنها طيبة؟، (. تــــركيب : بعد هذا الطواف التأملي، يمكننا أن نخلص إلى أن اللغة سلطة يفرض من خاللها المجتمع سلطته على أفراده، ويلزمهم بالخضوع لسننه، على أن إبداع اللغة وتحديد معانيها شيء يصنعه األقوياء فحسب، فيما يكتفي العبيد بلوكها في معيشهم اليومي . المفاهيم : اللغة : حسب الالند تعني وظيفة التعبير الكالمي عن الفكر داخليا وخارجيا، وتعني كذلك كل نسق من العالمات يمكن أن يتخذ وسيلة للتواصل. وفي معجم الروس للساني هي قدرة إنسانية على التواصل بواسطة اللسان، وهي قدرة تستخدم تقنية جسدية معقدة وتفترض وظيفة رمزية ومراكز عصبية متخصصة وراثيا. الفكر: مجموع العمليات النفسية التي يطلب اإلنسان بواسطتها مبادئ األشياء إعتمادا على التأمل والترتيب والقصدية. السلطة: كل إكراه يمارس على الفرد ضدا على وعيه وإرادته، سواء كان إكراها بيولوجيا)الغريزة( أو سيكولوجيا)الالشعور...( أو سوسيولوجيا )اللغة، القوانين، االخالق...(
_نيتسه كفيلسوف ألماني حاول في كتابه جنيالوجيا الأخلاق، أن يرصد العلاقة القائمة بين اللغة والفكر، من خلال استقطابه لمنطق الفقراء والنبلاء ، معتبرا أن كل التسميات التي تطلق من طرف الفقراء، هي تسميات فرضة ذاتها كفعل على هذه الطبقة الكادحة، حيث الطيبون فرضو سلطة الطيبوبة عن طريق الفعل والممارسة. كل هذا وحسب #نيتسه يعطينا المعاني الكبرى والعامة في المجتمعات {حكم النبلاء للفقراء والعبيد}
- أطروحة رومان جاكو بسون : نعتبر اللغة في النظرية التواصلية لجاكوسيون أداة تبليغ للمعرفة والأفكار والمشاعر والمعلومات في إطار من الوضوح والشفافية بشرط توفر العناصر التالية : ا- السياق 2 – المرسيل 3 – الرسالة 4 – المرستل إليه إلا نضال السنن (اللسان المشترك) لكن هذه الوظيفة التواصلية للغة باعتبارها علاقة نقل خبر أو معلومات وأن هذه المعلومات هي بالتعريف تظهر على نحو صريح مكشوف أمام المتلقى قد أضحت موضع تساؤل من طرف اللسانيين أنفسهم فهل تكون اللغة أداة شفافة وبريئة تمكن من نقل الأخبار بهذا الوضوح والشفافية ؟ ألا يمكن أن نقول العكس، أن اللغة أداة إخفاء وكتمان وكذب ؟ .
2- أطروحة ديكرو : يرى ديكرو أن العلاقات بين الذوات لاترتد إلى التواصل بمعناه الضيق : وإنما تندرج تحت طائلة من العلاقات البشرية لا يصبح فيها اللسان أداة تواصل فقط، وإنما إطار مؤسسا تقوم عليه تلك العلاقات، لايصبح اللسان شرطا للحياة الاجتماعية فقط وإنما بمطالها، يحقد معها براءته، وشفافيته، هذا ما تؤكده التجربة اليومية، ذلك أن اللغة ليست وسيطا نريها وشفافا بين الدوان المتخاطبة بل كثيرا ما تنقلب إلى آلية للإخفاء والكتمان، أو التظاهر بالإخفاء بواسطة آلية الاخصار، تتحول معها اللغة إلى قواعد لعب يومي لا بالمعنى السطحي للكلمة وإنما كاستراتيجية يعتمد الحساب والتقدير المسبقين للنتائج، لايتحمل معها المتكلم مسؤولية النطاق بها. تعود ضرورة الاخمار هذه في العلاقات الاجتماعية إلى مجموعة من المحرمات اللغوية والدينية والاجتماعية والثقافية وإلى عوامل نفسية لاشعورية أو شعورية، ولاتقف هذه الإكراهات عند هذا الحد بل هناك إكراهات وإلزامات أخرى تفرض سلطتها على المتكلم تسمى بالإكراهات اللسانية فما هي هذه الاكراهات ؟ وكيف تفرض اللغة تسيطرتها على المتكلم ؟ .
الإشكالإن الإنسان حيوان لغوي وهو الوقت نفسه حيوان عاقل. ولذلك هناك ارتباط قوي بين اللغة والعقل؛ فهذا الأخير يستخدمها للتعبير عن أفكاره. لكن هل باستطاعة عقل الإنسان أن يستخدم اللغة بحرية كاملة؟ ألا يمكن القول بأن اللغة تمارس سلطة قمعية على الإنسان؟ لكن أين تتجلى هذه السلطة؟ هل في الشكل أم المضمون؟ هل هي سلطة تتعلق بالبنية التركيبية الداخلية للغة أم بارتباطها بالمؤسسات الاجتماعية والأشخاص الناطقين باسمها ؟
1- أطروحة رولان بارت:
· 
سنستخلص أطروحة رولان بارت والأفكار المرتبطة انطلاقا من النص، ص55:
يعتبر رولان بارت أن «اللغة تشريع واللسان سننه»، ولعل المقصود بذلك هو أن اللغة ملكة إنسانية توجد عند جميع الناس، والإنسان يشرع بها قوانينا ويعبر بها عن أفكار وتصورات ومشاعر إلا أنه لا يمكنه ذلك إلا باللجوء إلى الرموز اللسانية التي تترجم من خلالها الأفكار والمشاعر تبعا لقواعد وضوابط كل لسان. فاللغة إذن في حاجة إلى اللسان، إذ يمثل تحققها الفعلي على أرض الواقع
لكن كيف يمارس الإنسان التعبير عن طريق اللسان؟ هل يمارس الإنسان اللسان واللغة بشكل حر؟ ألا يمكن القول بأن للسان سلطة قمعية على الإنسان؟ وأين تتجلى هذه السلطة؟
لقد اعتبر بارت أن اللسان يتضمن سلطة خفية تمارس علينا بشكل دائم بحيث لا ننتبه إلى طابعها القمعي. وتتجلى سلطة اللسان في أنه يخضع لنظام وترتيب وتحكمه قواعد نحوية وصرفية وتركيبية، ونحن حينما نتكلم به فنحن ننضبط لتلك القواعد بالضرورة وإلا أنتجنا كلاما غير مفهوم أو خارج عن الصواب. وهذا يعني أن اللغة تمارس علينا سلطة من خلال خضوعنا لبنيتها التركيبية الداخلية، فهناك إذن سلطة محايثة للغة وكامنة بداخلها
ولتوضيح هذه الفكرة وتدعيمها قدم لنا رولان بارت الأمثلة التالية من اللغة الفرنسية:
إنني ملزم في اللغة الفرنسية أن أبدأ بالفاعل قبل الفعل، وهذا مخالف للغة العربية مثلا حيث نبدأ فيها بالفعل ثم الفاعل بعد ذلك. مما يعني أن لكل لغة بنية تركيبية تمارس من خلالها سلطة وإلزاما على المتحدث بها.
أنا ملزم في اللغة الفرنسية أيضا بأن أتحدث بصدد الأشياء عن المذكر أو المؤنث، أما المحايد فهو غير متاح وغير ممكن. وهذا يعبر عن نوع من الإلزام الذي يحد من حريتي في ممارسة اللغة والتعبير عن أشياء الواقع.
إنني ملزم أيضا في اللغة الفرنسية إما أن أخاطب الآخر بضمير المخاطب العادي “أنت” أو ضمير المخاطب المعظم “أنتم”، أما تعليق تعاملي مع الآخر اجتماعيا وعاطفيا فممنوع علي.
هكذا يبين رولان بارت أن سلطة اللغة هي سلطة داخلية وبنيوية تتعلق ببنية اللغة ذاتها.؛ حيث تتكون اللغة من عناصر تتحكم فيها علاقات حتمية وضرورية تنعكس على حرية المتكلم بها إذ تقيده بالقواعد والضوابط التي تحكم هذه البنية الداخلية للغة.
انطلاقا من كل هذا، فأن نتكلم ليس هو أن نتواصل بل أن نسود ونسيطر. فاللغة إذن لا تمكننا من تبليغ أفكارنا كما نريد من جهة،إذ تتيح لنا التعبير عن بعضها وتحجب عنا بعضها الآخر تبعا لبنية كل لسان على حدة، كما أنها من جهة أخرى تمكننا من استخدامها للتأثير على الآخر وإخفاء أفكارنا عنه، وكأن اللغة هنا هي لعبة أقنعة فيها الإظهار والإخفاء، الصدق والكذب.
ويتحدث رولان بارت عن خاصيتين أساسيتين للسان هما:
أ‌سلطة الإثبات والتوكيد القطعي: ذلك أن الإنسان يعتمد في إثباته أو نفيه لأفكار ما أو الشك فيها على أدوات لغوية تتعلق برموز اللسان وقواعده النحوية والإعرابية والتركيبية. كما يتحدث بارت عن أقنعة خاصة باللغة، ولعل المقصود بذلك هو أن اللغة تمارس علينا سلطة خفية لا نكاد نحس بها، وفي نفس الوقت أن المتكلم باللغة يمارس التمويه والخداع على الآخرين بالاعتماد على الأدوات التي تتيحها لعبة اللغة.
ب‌الطابع القطيعي للتكرار: ولعل المقصود بذلك هو أن اللغة تجعل الإنسان خاضعا وتابعا لسلطتها وكانه فرد داخل قطيع. أما طابع التكرار فيتجلى في كون قواعد اللغة هي قواعد متوارثة وتكرر نفسها جيلا بعد جيل، وهي بذلك تترسخ لدى أفراد المجتمع وتمارس عليهم سلطة داخلية.
بالرغم من السلطة الكامنة في اللغة، يمكن القول بأن الإنسان ليس عبدا للغة بشكل تام بل يمتلك قسطا من الحرية في ممارستها. فصحيح أن الإنسان مكره وملزم بالخضوع لقواعد اللغة وبنيتها الداخلية، لكنه مع ذلك يعتبر واضع هذه اللغة ومبتكر لقواعدها، كما أنه يملك قسطا من الحرية في أن يركب بين علاماتها ويبدع في إنتاج أفكار لا متناهية من خلال استعماله للرموز اللسانية.
وإذا كان رولان بارت يتحدث عن سلطة داخلية للغة، توجد في ذاتها، فهناك من الفلاسفة والعلماء من استبعدوا أن تكون للكلمات سلطة خاصة بها، وربطوا سلطتها بالشخص الذي يتحدث بها أو بالمؤسسات والسياقات الاجتماعية التي يتم فيها تداول الكلام وإلقاء الخطاب. ومن بين هؤلاء السوسيولوجي الفرنسي بيير بورديو.
2- أطروحة بيير بورديو:
· 
سنستخلص أطروحة بورديو والأفكار المرتبطة بها انطلاقا من النص ص57:
يوجه بورديو نقده للأطروحة الفلسفية التي تهمل مسألة استعمالات اللغة وشروطها الاجتماعية أثناء تناول مسألة سلطتها. ويعتبر أن مثل هذه الأطروحة ذات بعد سطحي وينعتها بالساذجة، وهو ما يعني أن بورديو يتبنى أطروحة تربط سلطة اللغة بالشخص الذي يستعملها وبمكانته الاجتماعية.
انطلاقا من هنا يميز بورديو بين علم اللسان الذي يدرس اللغة في ذاتها، ويربط سلطتها ببنيتها الداخلية، وبين علم الاستعمالات الاجتماعية للغة والذي يربط سلطة اللغة بشروطها واستعمالاتها المختلفة داخل الحقل الاجتماعي. وينتهي بورديو من خلال هذا التمييز إلى القول بأنه لا توجد سلطة أو قوة للكلمات في ذاتها، بل إن سلطتها تستمدها من الشخص الذي فوض إليه أمر التحدث بها. فاللغة تستمد سلطتها حسب بورديو من الخارج ومن المكانة الاجتماعية للمتكلم بها، كما ترتبط سلطة اللغة بالمؤسسات العلمية والسياسية والاقتصادية التي تفوض لأشخاص بعينهم لكي يتحدثوا بلسانها، وهذا التفويض المؤسساتي هو الذي يمنح لكلام هؤلاء الأشخاص تأثيرا وقوة وسلطة تتماشى مع مكانة تلك المؤسسة في النسيج الاجتماعي.