المجزوءة
الثانية :
الطبيعة
و الثقافة
المحور
الأول :
الإنسان
كائن ثقافي
أولا :
أتعرف
اللغة كمظهر ثقافي
تحليل
نص كلود ليفي ستراوس:
الإنسان
كائن لغوي:
مدخل:
يتميز
الإنسان عن باقي الكائنات بالعقل، وهو
ما جعله كائنا ثقافيا بامتياز، وتتجلى
ثقافته في العديد من المظاهر والتجليات،
ومن أبرزها:
اللغة،
والمؤسسات، وأنماط العيش، والتبادل.
- فبأي معنى يمكن اعتبار الإنسان كائنا لغويا ؟ وبأي معنى يمكن اعتبار اللغة مظهرا من مظاهر الثقافة لدى الإنسان؟
التعريف
بصاحب النص:
كلود
ليفي ستراوس:
هو
مفكر أنثروبولوجي فرنسي معاصر، مولود في
فبراير من سنة 1908
و
توفي سنة 2008
زعيم
البنيوية في فرنسا، اهتم بالانترويولوجيا
خصوصا وبالعلوم الإنسانية عموما، حيث
اهتم بالخصوص بدراسة المجتمعات التي يطلق
عليها المجتمعات البدائية/
قام
بتحليل الثقافات القديمة غير الغربية،
درس الأساطير والنظم الثقافية، وقارن
فيما بينها، من أهم مؤلفاته:
“الأنثربولوجيا
البنيوية”، و”الفكر المتوحش”، و”من
النيئ إلى المطبوخ”، و”عرق وتاريخ”
و”البنى الأولية للقرابة” …
أطروحة
النص:حسب
كلود ليفي ستراوس الإنسان كائن لغوي
بامتياز، وما يجعله فريدا ومميـزا هو
امتلاكه للغة، إذن فصناعة الأدوات
، حسبه
لیست علامة ممیـزة للثقافة ،
بل
اللغة المنطوقة.
إشكالية
النص:
ما
الذي یجعل من الإنسان كائنا ثقافیا ؟ و
كیف
السبیل إلى وضع خط فاصل بین الثقافة
والطبیعة؟
بنية
النص:
رفض
صاحب النص معيار صنع الأدوات باعتباره
علامة مميـزة للثقافة، لأننا نجد الحيوانات
أيضا تقوم بمحاولات لصنع الأدوات، أي رفض
فكرة تعريف الإنسان بأنه صانع كعلامة
مميـزة للثقافة، كما اعتبـر ستراوس بأن
اللغة هي الظاهرة الثقافية بامتياز، وهي
العلامة المميـزة للثقافة عن الطبيعة،
ذلك لأننا نتعلم ثقافة المجتمع وعاداته
من خلال تعلم اللغة، كما أنها (اللغة)
هي
الوسيلة الأساسية للتواصل وتبادل الأفكار
ونقلها من جيل إلى آخر، ويمكن النظر إلى
المظاهر الثقافية كسنن، ذلك أن الثقافة
ظاهرة رمزية لها قوانينها الخاصة يمكن
فهمها من خلالها، ما يجعل الإنسان منتميا
إلى عالم الثقافة هي قدرته على التواصل
اللغوي مع أفراد جماعته البشرية.
البنية
المفاهمية:
تشكل
النص من بنية مفاهيمية أساسها المفاهيم
التالية :
الطبيعة
، الثقافة ، الأشياء المصنوعة ، اللغة
المنطوقة ، التواصل .
سنحاول
أن نحلل هذه البنية المفاهيمية انطلاقا
من الأزواج المفاهيمية التالية :
الطبيعة
/
الثقافة
: يحاول
صاحب النص أن يقيم علاقة تقابلية ما بين
هذين المفهومين ، على أساس أنها علاقة
تضاد
الاشياء
المصنوعة /
اللغة
المنطوقة : ترتبط
الأشياء المصنوعة بالكائن سواء كان حيوانا
أو إنسانا ، و هي بهذا المعنى لا تشكل حدا
فاصلا بين الثقافة و الطبيعة ، عكس اللغة
المنطوقة التي اعتبرت معيارا لدخول
الإنسان إلى حالة الثقافة .
اللغة
المنطوقة /
التواصل :
اللغة سلسلة
من الأصوات الدالة المتوافق عليها عند
جماعة لغوية معينة تستعملها كأداة للتبليغ
والتواصل.
هذا
الأخير حقق تاريخيا عملية الولوج إلى
عالم المجتمع و الثقافة .
البنية
الحجاجية:
كما
تشكل النص أيضا من بنية حجاجية أساسها
الأساليب التالية :
أ
– أسلوب الدحض: انتقد
كلود ليفي ستراوس الأطروحات الانثروبولوجية
والفلسفية التي تعتبـر أن صنع الأدوات
هو ما يميز الثقافة عند الإنسان .
و
المؤشر اللغوي الدال على ذلك في النص هو :
“ إنني
لست متفقا مع هذا الرأي… “
ب
– أسلوب الافتراض: “لنفترض
أننا التقينا ” والهدف من هذا المثال هو
بيان أن صنع الأدوات لا يشكل ميزة للإنسان
عكس اللغة.
د
-أسلوب
الاستدراك:
حاول
الكاتب أن يشرح الفكرة المنتقدة التي
تفيد أن صنع الأدوات ليس معيارا للثقافة
ليستدرك و يقول من خلال افتراضه الأول و
الثاني أن التواصل و اللغة النطوقة يشكلان
المعيار الحقيقي للثقافة .و
المؤشر اللغوي الدال على في النص هو :
« لكن
لنتخيل … “
خلاصة
تركيبية
بعد
القيام بتحليل النص على المستووين
المفاهيمي و الحجاجي نستخلص ما يلي :
صناعة
الأدوات
ليست
علامة مميزة للثقافة،
ما
يجعل الإنسان إنسانا وينتمي إلى عالم
الثقافة هو قدرته على التواصل اللغوي
اللساني مع أفراد مجموعته البشرية
اللغة
أداة أساسية و وسيلة تميز
الإنسان عن باقي الموجودات باعتباره
كائنا
ثقافيا،
ويرجع السبب في اعتراضه على معيار صنع
الأدوات كحد فاصل بين الطبيعة والثقافة
هو قدرة بعض الحيوانات على محاولة صنع
الأدوات ورغم ذلك لن تتمكن من تخطي حالة
الطبيعة لولوج حالة الثقافة.بينما
تعتبـر اللغة خاصية إنسانية محضة لذا
يُكنَى الإنسان بالكائن اللغوي.